دَخل العالم "العصر النووي " ، ولِسنوات حَافظ تَنافس القُوى الكبرى ومنعهآ التَدمير المُتبآدل لِبعضها عَلى سلآم نووي مضطرب ..
لَكن لَم يعد بالإمكان إلغآء قوة الذَرة ..وَعلى مرّ السنوآت انضمت بِلآدُ عَديدة إلى النادي النووي .. وَطآلما أن دولاً
تَمتلك النووي وَدولاً لا تمتلكهآ ـ. فَمن المتوقع أن تَستمر مُطاردة الأسلحة النووية ..


" العَصر النووي بدأه الإنسان وَحده وَلكن عَليه أيضاً إنهاؤه ! " ...

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

مخاطر الإشعاع النووي



 

ماذا يحدث عند تعرض مجموعة من الأشخاص إلى جرعة من الإشعاع النووي ؟



ان تأثير ذلك يختلف حسب مقدار الجرعة الإشعاعية والفترة الزمنية للتعرض واختلاف الأشخاص ، فإذا كانت الجرعة الإشعاعية قليلة فان ذلك لا يسبب ظهور أي حالة مرضية واضحة ، إلا أن زيادة الجرعة الإشعاعية إلى حد أعلى قليلا من الحد المسموح به تجعل بعض الأشخاص يشعرون بالتقيؤ خلال الساعات الأولى من تعرضهم وكذلك يشعرون بالتعب وفقدان الشهية وارتفاع درجة الحرارة ، إضافة إلى تغيير ملحوظ في دمائهم . أما إذا كانت الجرعة عالية فان جميع الأشخاص يشعرون بالتقيؤ مع تغيير عدد كريات الدم الحمراء وخلال فترة قصيرة يتوفى عدد كبير منهم وتكثر نسبة الوفيات في حالة عدم توفر المعالجة الطبية . يمكن تقسيم المخاطر الناتجة من تعرض الإنسان للإشعاع كما يلي:


أولا : مخاطر جسدية وتشمل التأثيرات والأمراض التالية :
1- السرطان :
وقد أشارت الدراسات التي أجريت في مدينتي هيروشيما وناكازاكي إلى ان نسبة الإصابة بمرض سرطان الدم المعروف باسم اللوكيميا أعلى منة في بقية المدن اليابانية الأخرى ، وان الأشخاص اللذين كانوا اقرب إلى منطقة الانفجار كانت إصابتهم أعلى من نسبة إصابة الآخرين اللذين كانوا على مسافة ابعد . مثل : سرطان الغدة الدرقية  و سرطان العظام بين العمال والعاملات اللذين كانوا يستخدمون عنصر الراديوم لصبغ عقارب الساعات ، هذا بالإضافة إلى سرطان البنكرياس والمعدة والرئة والقولون والبلعوم .


2- عتمة عدسة العين :
تعتبر عدسة العين من المناطق الحساسة جداً للإشعاع النووي .

3 - العقم : هناك من الأدلة ما يشير إلى أن تعرض الأعضاء التناسلية إلى جرعات معينة من الإشعاع يؤدي إلى إصابة الإنسان بالعقم . ويصاب بالعقم كل من الرجال والنساء على حد سواء عند تعرضهم إلى جرعات إشعاعية عالية . وقد يكون العقم وقتياً أو يكون دائمياً حسب مقدار الجرعة الإشعاعية .







4- الوفاة قبل الأوان : تضعف مناعة الجسم ضد الأمراض الأخرى وتقود إلى الوفاة . وقد أجريت إحصائية بين الأطباء العاملين في حقل الإشعاع حيث وجد ان معدل الوفيات لدى أطباء الأشعة ليس بسبب الإصابة بأي نوع من أنواع السرطان وإنما لأسباب أخرى منها إمراض الكلية والأوعية الدموية وضغط الدم و إمراض الكبد وغيرها .




ثانياً : المخاطر الوراثية : تعتبر الإشعاعات إحدى العوامل المهمة المساعدة لإحداث الطفرة الوراثية وقد يتأخر ظهورها إلى فترة طويلة لتظهر في أجيال لاحقة ويزداد احتمال حدوث الطفرة الوراثية بزيادة الجرعة الإشعاعية ، كما يعتقد بوجود علاقة بين انخفاض المواليد الذكور وبين التعرض إلى الإشعاع . وتبين الإحصائيات أن تعرض النساء إلى الإشعاع يؤدي إلى انخفاض نسبة المواليد الذكور وان مقدار هذا الانخفاض يتناسب مع زيادة الجرعة الإشعاعية وكذلك الأمر في حالة تعرض الذكور إلى الإشعاع وان كان غير واضح كما هي عليه الحالة في النساء .






طرق الوقاية من الإشعاع :


لقد لاحظنا أن التأثيرات التي يسببها الإشعاع كثيرة ومتشعبة ، ولهذا يجب التأكيد على أهمية الوقاية والتعامل مع مصادر الإشعاع المختلفة بيقظة وحذر كبيرين ووفق شروط خاصة تضمن سلامة الناس العاملين في مجال الإشعاع . وقد مر بنا أن جسيمات الفا ذات مدى قصير ولا تستطيع اختراق حتى السطح الخارجي للجسم ولذلك يبقى خطرها محدوداً ما لم تؤخذ عن طريق الفم أو التنفس أو عن طريق الدم ، وهذه الحالة تشكل خطراً كبيرا على سلامة الفرد . ولهذا يجب التعامل مع مصادر جسيمات الفا بمنتهى التأني والحذر . وبالرغم من أن الضرر الحيوي الذي تسببه جسيمات بيتا اقل من جسيمات الفا ، إلا أن قابليتها على الاختراق والنفاذ من خلال المواد اكبر ، ومع ذلك فان طبقة قليلة من البلاستك سمكها لا يتجاوز 5 ملم كافية لحجزها واتقاء خطر التعرض الخارجي لها . وأكثر أنواع الإشعاعات قابلية على الاختراق والنفاذ هي أشعة گاما التي تستطيع اختراق سمك من الرصاص والفولاذ لا بأس به ،  اختيار نوع المادة ومقدار السمك اللازم منها لاتقاد خطر التعرض لأشعة گاما عند خزن المصادر المشعة .




وعلى أساس ما تقدم يجب اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية التالية عند التعامل مع مصادر الإشعاع :


1- عند وجود أجهزة تطلق إشعاعات مثل أجهزة الأشعة السينية والمولدات فان أبواب وجدران الغرف والقاعات التي تحتويها يجب أن تتوفر فيها الشروط والمواصفات الخاصة بالوقاية من الإشعاع وفي حالة حصول خلل أو تلف في احد الأجهزة يجب إخلاء المكان فوراً وان تتخذ الإجراءات الوقائية كافة للحد من انتشار التلوث الإشعاعي في حالة حصوله ، وإخضاع جميع العاملين للفحص الطبي ، ثم إزالة التلوث الإشعاعي بشكل عام .
2- التأني في العمل عند التعامل مع المواد السائلة والغازية وعدم استعمال ماصات الفم لسحب المواد السائلة والامتناع عن مسكها أو لمسها واستعمال الماسكات الخاصة بذلك وارتداء الملابس الواقية والإقلاع عن التدخين وتناول المأكولات والمشروبات في الأماكن التي تتواجد فيها مثل تلك المصادر المشعة ، وفي حالة تصاعد غازات وأب
خرة يجب استعمال الكمامات وأجهزة التنفس الخاصة والاهتمام بنظافة ملابس العمل واستبدالها بشكل دوري .
3- يجب خزن المواد في حاويات خاصة بحيث يكون سمكها والمادة المصنوعة منها لا تسمح للإشعاع باختراقها ، كما يجب حفظ النفايات المشعة السائلة والصلبة في أماكن خاصة وردمها في مقابر خاصة لهذا الغرض .
4- عدم ترك مصادر الإشعاع مفتوحة بعد الانتهاء من العمل بها وخاصة تلك المواد التي تطلق غازات مشعة وإنما يجب غلقها جيداً لتفادي استنشاق الغازات المنبعثة منها وان يتم فتحها في أماكن جيدة التهوية .
5- استعمال أجهزة تحديد وقياس مستوى الإشعاع عند الدخول إلى الأماكن التي توجد فيها المصادر المشعة كما يجب استخدام الإشارات التحذيرية لتحديد المناطق الملوثة ومستوى الإشعاع فيها لتجنيب الآخرين خطر التعرض لها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق