في أوائل
السبعينات من هذا القرن برزت أزمة الطاقة في العالم لأول مرة فاتجه العالم الصناعي
لإيجاد بدائل مناسبة تزوده بالطاقة المضمونة والرخيصة وكان من أبرز هذه البدائل
الطاقة النووية التي شكلت محاولة جادة من العالم الصناعي لتجنب تقلبات أسعار النفط
وبالرغم من نجاح استخدام الطاقة النووية في مجالات متعددة إلا أن الخوف من مخاطرها
ما يزال باقياً في ذاكرة الزمن ويصعب نسيانه أو تجاهله .
استخدامات الطاقة النووية :-
*
توفير النصيب الأكبر من الطاقة الكهربائية للعالم ففي المجال الصناعي أضحت كثافة
الكثير من المواد وفحص المنتوجات تقاس بمقاييس خاضعة لأجهزة نووية مثل كميات
الحديد في السيارات ومحركات الطائرات النفاثة وهياكلها .
*
ساهمت الذرة في تحقيق اكتشافات تاريخية أثرية مثل معرفة أعمار الآثار عن طريق
استخدام الإشعاعات اللازمة لفحص عينات العظام والنباتات القديمة
*
كما أن لها استخدامات أخرى في مجال الكشف عن الجريمة وذلك بفحص بقايا طلقات
المسدسات بالتالي تساعد في الكشف عن المجرمين .
*
أما المجال الكهربائي وهو الأهم فتشير إحدى الإحصاءات إلى أن نسبته 25% من كهرباء
العالم مصدره الآن محطات نووية .
* إن
هذه الاستخدامات ستتوسع بشكل يسيطر على معظم المجالات خلال العقود الأولى من القرن
القادم خاصة في مجالي الفضاء والطاقة .
في المجالات الطبية :-
ما زال كثير من
الناس يعتقدون أن الهدف الأساسي من استخدام النظائر المشعة في المجالات الطبية
يقتصر على علاج المرض الخبيث ( الأورام السرطانية ) . ولكن الواقع شيء آخر ويتضح
ذلك من الإحصائية الآتية :-
حوالي 5 % من مجموع النظائر المشعة على الأكثر
تستخدم في علاج الأورام السرطانية .
كذلك حوالي 15
% من المجموع يستخدم في علاج بعض الأمراض الأخرى أو الوقاية من هذه الأمراض . أما
بالنسبة للبقية الباقية من مجموع النظائر المشعة ومقدارها 80 % فهي تستخدم لأغراض
التشخيص الطبي وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن دراسة وتشخيص الحالة التي تكون
عليها حالة الغدة الدرقية من نشاط وخمول وذلك باستخدام اليود المشع إذ أن معدل
امتصاص الغدة الدرقية لعنصر اليود المشع يتوقف على قدرتها في أداء وظيفتها لجسم
الإنسان على أكمل وجه وأيضا مثل الكالسيوم المشع . كما تمكن العلماء في المجال
الطبي من تصنيع قلب يعمل بنظير البلوتونيوم ولكن هل لهذا القلب القدرة على تبادل
العواطف إن هو زرع في جسم الإنسان ؟ الجواب يقينياً لا ،وسيقتصر عمل هذا النوع من
القلوب الخالية من الحنان والحب والعطف على فتح الدم إلى جميع أجزاء الجسم .
بالاضافة إلى أن نبضاته سوف تعد على الإنسان أيامه ..
في مجالات التغذية :
يقصد بالتغذية سواءاً كانت بروتينية (
ناتجة عن الحيوان ) أو كربوهيدراتية ( ناتجة عن النبات) .
هذا ويعتبر العلماء العاملون في مجالات
التغذية أن الذرة وأعني بذلك النظائر المشعة قد حققت زيادة الانتاج الحيواني
والانتاج النباتي على حد سواء وعليه بدأ إعلان الحرب النووية على الجوع وهذه حرب
مطلوبة لأنها تساعد على رفاهية الإنسان كما ساهمت الذرة في تحسين سلالات المحصولات
الزراعية والحيوانية وساعدت أيضاً في عملية تعقيم اللحوم والخضروات وحفظهما من
التلوث والتلف . ويعتبر حفظ الاغذية بطريقة تعريض المواد الغذائية لجرعة مناسبة من
الإشعاعات النووية أحدث طريقة ابتكرها الإنسان وهي تختلف عن وسائل التعقيم الأخرى
مثل التجفيف والتجميد والبسترة التقليدية والتعليب والتبريد ...
في المجالات العلمية :
لقد أصبحت الذرات المشعة وكذلك
النظائر المشعة بوجه عام – وسيلة كشف فريدة من نوعها خاصة في مجالات البحث العلمي
وفي مجالات العلوم البحتة على حد سواء .
ومن أمتع الحقول التي تعمل فيها
الذرات المشعة (الطبيعية بوجه خاص ) حقل الحفائر . إذ أن الذرات المشعة الطبيعية
تحصى على الأموات من الأحياء جميعها ( إنسان أو حيوان أو نبات ) أعمارهم بعد
مفارقتهم لحياتهم الدنيا كما تحصى عمر القديم من جماد . ويرجع الفضل في هذا الحقل
إلى الله الذي سخر الطبيعة ذاتها لإتاحة الفرصة لذلك .
فالأحياء جميعها تحمل بين ذراتها
وسيلة توقيت غاية في الدقة تبدأ في العمل بعد الموت مباشرة وكذلك الجماد الذي لم
ينعم بالحياة يوجد بين ذراته نفس الوسيلة وهي وسائله لقياس الوقت وكم بقى عليه
لينتهي غير تلك التي نألفها إذ هي ساعات ذرية مادتها الكربون المشع وما الكربون
إلا فحماً نقياً غاية في النقاء ليس به شائبة يعمل كعمل الزنبرك الموجود في
الساعات التقليدية .
ويبدأ حساب عمر الأموات ( كم مضى
عليه من الوقت وهو ميت فيه ) بإستخلاص كمية من كربون ذلك الميت وذلك عن طريق
عمليات كيميائية مبسطة .